مرحبـــــــــــــــــــا..
جلست لوحدي لاستجمع أفكاري تحاوطني الجدران باردة جامدة وتلتف بي الوحدة فكرت في أول حب لي ... حبا لي يسيطر على أعماقي ويجعلها دائمة التفكير به ... حبا ترعرع في أحشائي ولن ينتزع مهما بلغت العواصف أوج قوتها في الهبوب ... ومهما تلاطمت الأمواج الهياج والنفور ... ومهما رحلت الغيوم للزوال ... حبا ليس بحب ... حبا يلازمه شعورا بالفرحة ... شعورا بالدفْ والسعادة ... مع كل نبضة يدقها فؤادي الصغير البريء يشتد حبي كبير متصاعد.
سلامي لأحبتي ... لشموع حياتي ... سلام الله يا أماه تحياتي وأشواقي ...
سلام الله يا أبتاه تحياتي وقبلاتي ... لورد القلب مزدانا ...سلام الله أينما حللت يا أبتي ... عجز عقلي الصغير وفؤادي البريء عن تخيل معاناتكما يا منجبي ... فليت شفاهي تنطق حبرا ليت الأوراق غدت عطرا لقراءت حديثا أبديا ارويه مكللا بأعبق العطور وكلمات الشكر ... هيا مينائي في رحلت عمري تعب قلبي من التفكير من التغريب افترس التغريب ضلوعي واجتاحتني أهوائكما أمواجكما صوت الماء المتدفق يحمل للذكريات المخبوءة في صندوق مذكراتي ... يا إلــهـي أمي الغالية ... لكم تعبتي فحملتيني تسعة اشهر في أحشائك امتص خلاصة غذائك فتزدادين عناء وتزدادين وهنا وضعفا ... لكم عصفت بك الآم في ولادتي ... هيا ربي لا أستطيع التخيل كيف كنت تشرفين على الهلاك في ذاك الحين ... {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} وبقيت يا إشراقة عمري ترضعيني من خالص حياتك حولين كاملين ... {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين آن اشكر لي ولوالديك إلي المصير } .. لكم سهرتي علي ودعوتي لي بالشفاء ... بالنجاح والسعادة ... شقيت لإسعادي والمحافظة علي ... آه ه ه ... اذركت يا عليم يا بارئي تكرار توصياتك لنا بها ... اذركت معنى الحديث عندما جاء رجل للرسو صلى الله عليه وسلم فقال: (( من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك)) .. وأبي يا من تعبت وشقيت ببدنك وروحك لتأمين لقمت العيش وشت الأمور حنون صبورا كصخرة صلبة في وسط البحر الهائم المتلاطم ... لكم سعيت لراحتي و رعيتني وتابعت تربيتي ... نهاري آنت مبدد ليلي المظلم , ناصحي آنت وموجهي ... آنت و آمي باعثا إشراقة فؤادي ... يقشعر بدني لذكرى فراقكما فما أصعب الفراق آن كنا نعلم انه بلا عوده ... و ما أصعبه إن كنا لم نتهيأ له ولم نحسب له أي حساب ,و ما اصعب الفراق حين يكون فراقكم أحباب ربي و قلبي ... أنين يعصر قلبي ...فأنا أحتاجكما كحاجة النحلة للعسل فكيف حال النحل بدون العسل ...وما حالي أنا ضائعة ...وحيده ...جاهلة بدنيا غريبة خداعه غرور ...يا محيي يا مميت أطل في عمر أمي وأبي وأحفظهما ... رباه وفق آمي وأبي برضاهما أمحو ذنبي فهما خير الناس إلي علماني حب الأيمان ... لكم وصيتني بهما يا ربي وقد قرنت طاعتك بطاعتهما لتأكيد حقوقهما فالوالدين نعمه كبيره وكل نعمه لابد أن تصان وتحفظ .{واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالين إحسانا}...{ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا}.
وأكد رسول الله الصادق الأمين على بر الوالدين حيث جعله من افضل الأعمال فعند سؤال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لرسول الله عن احب الأعمال عند الله ؟ قال: (( الصلاة على وقتها , قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين)) فما أولى إدخال السرور على قلبهما المعطاة بحسن المعاملة و الكلمة الطيبة { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما}و أجمل
بالتواضع و لين الجانب لهما ..{ و أخفض لهما جناح الذل من الرحمة}..وقد سمعت أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) قال (( ترك الدعاء للوالدين يقطع الرزق )) ... فالدعاء لهما أمر واجب { و قل ربي ارحمها كما ربياني صغير} احتاجهما في الصغر و يحتاجاني في الكبر فما أوسع حكمة ربي العليم سبحانه و تعالى في توصيته فقد أوجب الطاعة لهما في شتى الأمور ماعدا في معصيته .. { و أن جهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبها في الدنيا معروفا} .. و قال رسول الله صلى اله عليه و سلم (( لا ضرر و لا ضرار)) .
والحمد لله ربي العالمين ... حين أوجدني في أسرة مؤمنة و انعم علي بالإسلام و بالنعم الكثيرة التي هي بعدد نجوم السماء ... الحمد و الشكر لك يا ربي حين أوجدتني في الحياة و أنطقتني بالقرآن و بروائع البيان و الصلاة و السلام على خير البشرية محمد وآله الكرام .
[center]