“الهداف“ في ضيافة بوعزة في سان رفاييل

استغلينا فرصة تواجدنا في مرسيليا من أجل إجراء روبورتاج حول فؤاد قادير وسط ميدان “الخضر” المصاب مؤخرا مع فريقه فالونسيان،



من
أجل التقاء الدولي السابق عامر بوعزة المبعد منذ “الكان” الأخيرة عن
تشكيلة سعدان، حيث أردنا معرفة مستجدات الدولي السابق الذي اختفى قليلا عن
الساحة الكروية الجزائرية، قبل أن يتم إعلان انتقاله إلى فريق آرل أفنيون
الصائفة الحالية، وهو ما جعلنا نتنقل من أجل الالتقاء به.
الموعد معه كان الأربعاء على الساعة 12:30
كل
شيء بدأ يوم الثلاثاء الماضي بعد عودتنا من عيادة “جيوج” حيث زرنا فؤاد
قادير، إذ اتصلنا فيما بعد بمسؤول الاتصال في فريق آرل أفنيون حتى نطلب
منه أن يحدد لنا موعدا مع بوعزة بما أن الاتصال باللاعب كان غير ممكن لأن
هاتفه كان مغلقا، وبعد اتصالنا بالمسؤولة بالاتصال أخذت كل بياناتنا
الشخصية حتى تطلب من بوعزة إن كان يريد مقابلتنا، وبعد 5 دقائق فقط عادت
المكلفة بالاتصال واتصلت بنا وأكدت لنا أن طلبنا تم تحويله إلى بوعزة
المتواجد في عيادة سان رفاييل من أجل العلاج، وبعد عشر دقائق اتصل بنا
اللاعب وطلبنا منه موعدا حتى نلتقي به، فقبل دون أي تردد معطيا لنا موعدا
يوم الأربعاء على الساعة 12:30 بما أنه كان على موعد مع حصة علاجية في
الصبيحة.
اللقاء في الأخير تم على 15:00 على شاطئ البحر
وفي
الصباح الباكر أخذنا “التيجيفي” متوجهين إلى مدينة سان رفاييل وهذا عبر
عدة محطات، وصلنا إلى محطة سان رفاييل التي تقع خلف تولون على الساعة
12:36 بعد أن أقلعنا من محطة مرسيليا على الساعة 10:59، وصولنا كان متأخرا
عن الموعد وبدأنا بسرعة البحث عن المكان الذي كان بوعزة قد وصفه لنا حتى
نلتقي به وهو فندق “كاون ويت”، وهو المكان الذي كان من الصعب إيجاده لأنه
عبارة عن مصحة إعادة تأهيل، لذا ذهبنا إلى مركز السياحة المتواجد في وسط
المدينة حتى نسأل عن مكان العيادة. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة سان رفاييل
هي مدينة ساحلية تقع على ضفاف المتوسط، وفي مركز السياحة اكتشفنا مفاجأة
غير سارة وهي أنه لا يوجد مكان بهذا الاسم، وهو ما جعلنا نعتقد أن اللاعب
قام بخداعنا حتى لا يستقبلنا، وبعد بحث طويل عرفنا أن “كون ويت” ليس فندقا
والخطأ كان خطأنا، وفي هذا الوقت بالذات (حوالي الساعة 14:10) عامر بوعزة
اتصل بنا عبر الهاتف، وهو ما أراحنا كثيرا، لأننا كنا نريد فعلا ملاقاته،
وبعد أن شرحنا له أننا لم نتمكن من إيجاد المكان المتفق عليه طلب منا
بوعزة البقاء في مكاننا حتى يأتي ويصطحبنا، وقال: “لا تتحركـ من مكانك،
ابق أمام مركز السياحة، لدي شيء أقوم به أولا وسأكون عندكـ بعد 20 دقيقة”.
وبالتالي بقينا في مكاننا في انتظار بوعزة، مستمتعين بجمال “الكورنيش” في
هذه المدينة إلى غاية أن وصل إلينا عامر على الساعة 15:00، وبقينا على
شاطئ البحر حيث أجرينا حوارنا الذي دام حوالي نصف ساعة تقريبا وكشف من
خلاله العديد من الأمور الهامة، وبعد نهاية الحوار أخذنا اللاعب في سيارته
إلى محطة القطار حتى نأخذ “التيجيفي” من جديد ناحية مرسيليا، وقد أصر على
الاستفسار عن ظروف إقامتنا في مرسيليا خاصة في هذا الشهر المعظم، وفي
الساعة 16:32 افترقنا بعد أن وصل القطار القادم من مدينة نيس والمتوجه
ناحية مدينة ليل، ووصولنا إلى مرسيليا كان على الساعة 17:59.
بوعزة: “من المؤسف أنكم لم تحضروا حصة العلاج الصباحية في المصحة”
بوعزة
قال كل شيء في الحوار حتى أنه أعطى معلومة لا أحد كان يعرفها من قبل، فقد
كان على وشك وضع حد لمسيرته الكروية رغم صغر سنه والسبب هو الإصابة، إذ
قال: “كان لدي ثقب في وتر على مستوى العضلات المقربة وكان لدي التهاب أيضا
على مستوى عظم الحوض، ولو انتظرت شهرين أكثر كانت مسيرتي الكروية ستتوقف”.
بالمقابل تمنى اللاعب أن نحضر إحدى حصصه العلاجية التي يقوم بها في مصحة
إعادة التأهيل في سان رفاييل وأخذ بعض الصور، وهو الأمر الذي قاله لنا في
الحوار: “من المؤسف أنكم لم تحضروا هذه الصبيحة من أجل مشاهدة الحصة
العلاجية، فأنا أعمل بجد حتى أعود للمنافسة في أقرب وقت، ولو كنت حاضرا
كنت ستأخذ صورا وفيديوهات حول الحصة”، وأهم شيء اكتشفناه يوم الأربعاء هو
روعة بوعزة الإنسان.
-------------------------
بوعزة: “أريد أن يكون لي حوار صريحا مع سعدان وكنت على وشك إيقاف مسيرتي الكروية”
أولا نريد أن نستفسر عن إصابتك.
لقد
كانت لدي إصابة خطيرة جدا حتى أنا لم أكن أعرف مدى خطورتها ولم أعرف ذلك
لأنهم أخفوا عليّ الأمر، لكن هذه القضية أصبحت من الماضي والآن لا أفكر
سوى في الشفاء منها بمعية الأطباء الذين يساعدونني على ذلك، أما عن نوع
الإصابة فهي عبارة عن ثقب في وتر على مستوى العضلات المقربة وكان لدي أيضا
التهام على مستوى عظم الحوض، ولو انتظرت شهرين أكثر كانت مسيرتي الكروية
ستتوقف، لكن حمدا لله الإصابة شفيت حسب ما قاله لي الأطباء وأنا الآن أجري
إعادة التأهيل بعيادة “كون ويت” بسان رفاييل وكل شيء يسير على ما يرام،
حتى أني بدأت التدريبات البدنية في سان رفاييل، ولو تسير الأمور على هذه
الوتيرة قد أعود إلى التدريبات مع فريقي الأسبوع القادم.
ومتى سيكون أول لقاء لك؟
من المفترض أن يكون أمام باريس سان جرمان أو أولمبيك مرسيليا، وهذا حسب لياقتي.
متى عرفت أنك تعاني من هذه الإصابة على مستوى العضلات المقربة؟
الإصابة
هذه تعود إلى مشاركتي الأخيرة في كأس إفريقيا في أنغولا، وقد واصلت اللعب
رغم الإصابة حيث أني كنت أريد بأي ثمن أن ألعب لمنتخب بلدي وكذا في فريقي
بلاك بول، وفور عودتي من “الكان” أرغموني على اللعب وهو ما أزّم الوضع،
وهو ما أحدث الثقب على مستوى وتر العضلات المقربة وكذا الالتهاب على مستوى
عظم الحوض.
إذن يمكن القول إن الطاقم الطبي لبلاكـ بول مسؤول عن هذا الوضع.
لا
يمكن أن أقول إنه خطأ الطاقم الطبي لبلاك بول فأنا أيضا كنت أريد اللعب
بأي ثمن، وهو ما يعني أن خطأ أطباء بلاك بول ساهمت فيه كذلك، فكان يجب
عليّ أن أتوقف وأعود بعد فترة، وقد قمت بخطأ وأنا أعترف بذلك، إنه درس يجب
أن أعتبر به ولن أقوم بهذا الخطأ مجددا، والحمد لله الأمور تسير بأفضل حال
في سان رفاييل مع المتابعة التي أحظى بها من طرف الأطباء.
في نهاية الموسم كانت لديك العديد من الاتصالات لكنك فضلت الصاعد الجديد أرل أفنيون، لماذا اخترت هذا النادي بالتحديد؟
صحيح
أنه كانت لدي عروض من عدة أندية في نهاية الموسم، لكني فضلت أرل أفنيون
لأن هذا النادي يسمح لي باللعب في الدرجة الأولى الفرنسية، فاللعب في
“الليغ 1” الفرنسية يعتبر حلمي منذ الصغر وهذا بعد أن لعبت 8 سنوات ونصف
في البطولة الإنجليزية سواء في الدرجة الثانية أو الأولى، إضافة إلى هذا
فإن مسؤولي أرل أفنيون قاموا بمبادرة رائعة معي لا يمكن أن أنساها أبدا.
هل يمكنك أن تكشف عنه؟
طبعا،
فالشيء الذي أثّر فيّ كثيرا هو مفاجأة مسؤولي “آرل آفينيون” وثقتهم
الشديدة جدا في مستواي، فلن أنسى أبدا أنهم قرّروا التعاقد معي بالرغم من
أني مصاب، فقد كشف مسيرو “آرل” عن اقتناع ليس له حدود بمستواي وثقة في
إمكاناتي بدليل أنهم أمضوا لي وأنا مصاب وهو الأمر الذي لا تراه في فرق
أخرى تمضي للاعبين مصابين، لذا فأنا أعتز كثيرا بهذه الثقة ولا أنسى
التفاتة مسيري “آرل آفينيون” اتجاهي وقد منحتهم كلمتي بأنني سأؤدي موسما
كبيرا إن شاء الله. أعدهم بأن أكون في مستوى كل هذه الثقة التي وجدتها من
إدارة فريقي لأن فضلهم كبير عليّ.
وجدت في “آرل” زميلك السابق في المنتخب الوطني كمال غيلاس وكذلك اللاعب الجزائري الأصل كمال مريم، فكيف كان شعوركـ؟
أنا
مسرور جدا بوجود زميلي غيلاس معي في فريق “آرل” ونحن اللذين قضينا مع بعض
أياما رائعة في المنتخب الوطني، فقد تنقلت لملاقاته قبل مباراة “لانس” ولا
أخفي أني سعيد باللعب إلى جانب لاعبين ممتازين مثل غيلاس والأمر نفسه
ينطلق على كمال مريم. بصراحة أنا مرتاح للغاية وفي قمة السرور ولا يمكنني
أن أطلب أكثر من هذا.
وكيف كانت الأمور مع مدربك إيستيفان؟
جيدة
ولقد ورحب بي كثيرا وأكد لي أنه سيعتمد عليّ ويثق في مستواي مثلما كان
الحال مع الرئيس سلارنو والمدير الرياضي فابريس بيرتون، زملائي اللاعبين
والأنصار، وكما قلت لك أنا سعيد بأني هنا، لذا فإني مطالب بمضاعفة
مجهوداتي والاجتهاد أكثر وأعد بإسعاد الجميع في هذا النادي.
الكثير من الجزائريين يتمنون رؤية هذا الموسم هجوم “آرل” جزائري 100 % ويتكون من غيلاس – بوعزة، فهل هذا ممكن في رأيك؟
ولم
لا، فأنا سأشرع في التدريبات مع فريقي الجديد بعد أيام قليلة من الآن من
أجل أخذ مكاني، كما أنه يبقى ممكنا أن أشكّل رفقة غيلاس الخط الأمامي لـ
“آرل” وقد قلت لـ غيلاس أنه ليس صدفة أن نكون نحن الاثنين في الفريق نفسه،
لذا فهذا موسمنا ولابد أن نؤدي موسما كبيرا وبعدها الذي سيأتي كله
“بونيس”.
نتحدث الآن عن المنتخب الوطني الذي ابتعدت عنه منذ نهائيات كأس إفريقيا للأمام في أنغولا، فكيف قضيت هذه الفترة؟
أنا
مسرور جدا لأنني شاركت في منافسة عالية المستوى وتحظى بسمعة كبيرة مثل كأس
إفريقيا للأمم، مثلما تشرفت وفرحت كثيرا بدعوة الطاقم الفني لأن أكون ضمن
التعداد الذي حضر دورة أنغولا، لكن فيما بعد حدثت بعض الأمور بالنسبة لي
أعتبرها من الماضي وبصراحة لا أريد العودة إلى الوراء.
لكننا نريد أن نعرف ماذا حدث بالضبط؟
تعرفون
جيدا أن المدرب الوطني لم يعد يستعديني والأكثر أنه لم يكلّف نفسه حتى
عناء الاتصال بي حتى يقول لي إنني غير معني بقائمة اللاعبين التي شاركت في
كأس العالم، لكنني كما ذكرت لك منذ قليل يبقى هذا بالنسبة لي من الماضي
فهدفي الرئيسي في الوقت الراهن هو أن أتعافى من الإصابة وأعود إلى جو
المنافسة في أقرب وقت مع فريقي “أرل آفينيون” الذي أريد أن أؤدي معه موسما
كبيرا، أضف إلى ذلك أنني كنت ولازلت دائما تحت تصرف المنتخب الوطني وأؤكد
أنني إذا تلقيت الدعوة سأقبلها بصدر رحب وأنا أعتز بحمل الألوان الوطنية،
لذا يمكنني العودة إلى المنتخب في أية لحظة.
بصراحة ألست حاقدا على سعدان؟
أبدا،
كما قلت لك إنه ماض ولا أريد العودة إلى الخلف، لكن الأمر الذي أريد
الإشارة إليه أنه إذا كانت هناك فرصة لنتحادث مع بعض على انفراد لن أقول
لا، حيث أفضّل لو ألتقي المدرب سعدان لنتحدث في شفافية عن كل شيء لأني
لاعب محترف وهو كذلك مدرب محترف ونحن كبار ولسنا أطفالا صغار وبالتالي
يمكن أن نخرج بنتيجة طيبة.
يبدو أنه لازلت لديك الرغبة الشديدة في العودة إلى “الخضر”، أليس كذلك؟
طبعا
وهذا الشيء لا شك فيه أبدا، فأنا لم أرفض يوما الفريق الوطني وأفتخر
بالدفاع عن ألوان بلدي. لم أقل أبدا لا للمنتخب الوطني والأكثر أنني سأعمل
جاهدا لأعود إلى “الخضر” وهذا وهو هدفي، لكن قبل ذلك علي أن أعود بقوة مع
فريقي “آرل آفينيون” وأسترجع مستواي الحقيقي وبالمناسبة أتمنى كل التوفيق
للفريق الوطني في مباراته أمام تنزانيا يوم 3 سبتمبر القادم.
منذ إبعادكـ هل بقيت تتابع باستمرار مشوار المنتخب الوطني أم لا؟
طبعا
كنت أداوم على متابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمنتخب، وأظن أن فريقنا
أدرى مشوارا رائعا في المونديال بالرغم من أن النتائج والأهداف كانت
غائبة، فقد ظهر بوجه مقنع في كل المباريات وقد كنت سعيدا برؤية عدة عناصر
جديدة ومعظم اللاعبين ينشطون في القسم الأول سواء في فرنسا، ألمانيا،
إيطاليا، إسبانيا وإنجلترا وهذا شيء جيد جدا وأظن أننا لم نكن نراه في
المنتخب منذ مدة طويلة، كما أعتقد أن المنتخب ظهرت فيه بعض النقائص لكن
الوقت في صالحه ليتداركها ويكون المنتخب أقوى مستقبلا لأن الشيء الإيجابي
هو أن منتخبنا يملك مجموعة قوية ورائعة.
شاءت
الصدف أن تكون آخر لاعب سجل هدفا لصالح المنتخب في مباراة رسمية وكان ذلك
في مباراة كوت ديفوار في دورة أنغولا، منذ هذا الهدف فريقنا سجل هدفين فقط
في مباراتي الإمارات والغابون الوديتين، .ما تفسيركـ؟
لا أظن
أنه يوجد مشكل في الهجوم وفي رأيي هناك تدن في اللياقة فقط هذا كل ما في
الأمر. صحيح أن هناك أرقاما وعددا قليلا من الأهداف لكنني أؤكد أن مثل هذه
العقبات بإمكانها أن تحدث للجميع بما في ذلك أحسن المهاجمين في العالم،
فمثلا في مباراة الغابون الأخيرة شاهدنا كيف أن رفيق جبور ظهر بلياقة جيدة
وثقة أكبر في إمكاناته كما تمكن من تسجيل هدف جميل، وبالنسبة لي أنا واثق
من أن غزال، جبور، بودبوز، مطمور أو زياني سيرفعون التحدي.
مادمت
تحدثت عن غزال فإنه يمر بمرحلة فراغ وفقد الثقة فوضعيته صعبة في المنتخب
منذ أن تلقى البطاقة الحمراء أمام سلوفينيا التي غيّرت مجرى اللعب ...
إذا
كنت تقصد أن المشكل في الثقة وفي حالته النفسية فهذا ممكن، لكن من حيث
الإمكانات والمستوى الفني فإن عبد القادر لاعب ممتاز وقادر على منح
الإضافة، كما أنه لاعب يقلق كثيرا مدافعي الفريق المنافس وكان يعتبر لاعبا
مهما وقام بما كان يجب القيام به في سيينا وله فنيات عالية، لذا لابد أن
نثق فيه أكثر وأنا شخصيا واثق من أنه سيعود بقوة.
هناكـ
من يؤكد أن منصب قلب الهجوم ليس المنصب الحقيقي لـ غزال وأنه لن يكون
فعالا كرأس حربة بدليل أنه لما لعب في الرواق الأيمن أمام الغابون كان
أحسن، ماذا تقول؟
بالنسبة إلى المهاجم بإمكانه أن يلعب في
الجهة اليمنى أو اليسرى أو كقلب هجوم كذلك ولا أظن أنه يوجد مشكل من هذه
الناحية وفي المناصب لأن اللاعب مطالب باللعب في منصبه الحقيقي أو في
المنصب الذي يشركه فيه المدرب. قلت لك إن ثقتي كبيرة في غزال وكما ذكرته
لك من قبل فإن الأمر يتعلق بمرحلة فراغ وتدني لياقة لا أظن أنها ستتواصل
لمدة أطول.
لكن الأرقام تتحدث عن نفسها والأكيد أن هناكـ مشكلا حقيقيا وخللا في الهجوم، فهل أنت مستعد لتحليل هذا المشكل والخلل؟
المدرب
هو الذي يعرف هذا ولست أنا لأنني لست إلا لاعب كرة قدم وبالتالي فإن
المدرب الوطني هو الوحيد الذي يعرف الحلول للهجوم أو أي خلل آخر. صحيح
أننا لم نحقق نتائج طيبة في المونديال وغابت الأهداف لكن المدرب يدري ما
يجب أن يقوم به.
هناكـ كذلك نقص واضح في عدد المهاجمين بوجود ثلاثة لاعبين فقط زياية، غزال وجبور ...
نعم،
إلا أنه بالنسبة لي مطمور، عبدون وبودبوز بمقدورهم اللعب في الهجوم،
فبودبوز كان في مقعد البدلاء وعبدون لم يلعب كثيرا لكن كما قلت لك هناك
مدرب يعرف مهمته وقريب من اللاعبين، لكنني أعود وأكرّر إننا نملك مهاجمين
في المستوى من أمثال غزال الذي يتمتع بمستوى جيد ويجيد اللعب بالرأس
ويتحرك كثيرا بين مدافعي المنافس من كل الوضعيات، ومن جهتي أؤكد كذلك أني
مستعد للعودة إلى المنتخب لمساعدة المجموعة بعدما أسترجع مستواي الحقيقي
في “آرل” وعمل كبير ينتظرني.
مادمت
لن تكون حاضرا في المواجهة القادمة لـ “الخضر” أمام تنزانيا، فهل سطرت
مواجهة إفريقيا الوسطى المقررة في شهر أكتوبر كهدف وموعد عليك أن تحضره؟
لم
لا أكون حاضرا في هذا الموعد، فإذا تلقيت استدعاء من المنتخب فإنه سيكون
شرف كبير لي ولن أقول لا وسألتحق بـ “الخضر” بصدر رحب وستغمرني فرصة لا
توصف مثلما ستكون لي الفرصة أيضا للحديث مع الطاقم الفني.
----------------
“حليـش قــام بالاختيـار الصائـب بالتحاقه بفولهام، إنه نادٍ طموح”
من دون شك تكون قد شاهدت مباراة الغابون التي كانت بمثابة حمام بارد، أليس كذلك؟
لا
لم تكن حماما باردا بل إنني أعتبرها هزيمة عادية، صحيح أنه يمكن للاعب أن
يغيّر الفريق ككل لكن الفريق الوطني في رأيي تأثر كثيرا من الغيابات
الكثيرة التي سجلت في صفوفه في مباراة الغابون، عنتر يحيى وحليش في الدفاع
وهناك أيضا لحسن وزياني اللذين تركا فراغا في وسط الميدان كما عانى الهجوم
من غياب مطمور، فهؤلاء اللاعبون يعتبرون مفاتيح اللعب ولهم دور مهم في
التشكيلة ومن الصعب تعويضهم، ومهما يكن فإنه لابد من تقبّل الخسارة أمام
الغابون كما أن هناك لاعبين جدّد كانوا يحتاجون لفرصة اللعب وهذا شيء جيد.

كانت صفعة جيدة بعد كأس العالم لوضع الأرجل على الأرض؟
لا،
ليست صفعة، كانت مجرد هزيمة مثل كل الهزائم، وكما قلت لوضع الأرجل على
الأرض، وكانت فرصة لرؤية ما يجب إصلاحه من أجل تفادي نفس المشاكل في
المستقبل، يجب التكلم لمعرفة الأخطاء المرتكبة حتى لا تكرر.
لا نعرف إذا طالعت عبر وسائل الإعلام الجزائرية أن المدرب رابح سعدان تعرض خلال اللقاء إلى الشتم من طرف الأنصار..
نعم
وأتفهّم جيدا رد فعل الجمهور الجزائري، فهو يحب منتخبه ويريد أن يراه يفوز
بجميع المباريات، المهم كما سبق لي وقلت الجمهور الجزائري أروع جمهور في
العالم، وقد اقتنعت بذلك من خلال أول استدعاء لي للمنتخب، مثلا في مباراة
الخرطوم شعرت بشيء لم أشعر به من قبل بعدما رأيت كل ذلك الجمهور الحاضر
هناك، الذي تنقل خصيصا لتشجيعنا، كانت أروع لحظات حياتي، ولا يمكنني أن
أنسى ذلك تماما، خاصة اللحظات التي عشناها بعد عودتنا من السودان والتي لا
يمكن نسيانها، وأعد جمهورنا أننا سنعود بقوة لنفرحه مرة أخرى.
بعدها المدرب رابح سعدان قرّر العودة إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة...
اسمع في ملعب 5 جويلية يوجد ضغط كبير على اللاعبين الـ 22، ولا يجب أن نضيّع هذا الضغط.
إذن من شبّه ملعب 5 جويلية بالمحكمة لم يخطئ؟
تماما،
نعرف أن الجمهور هناك يجب أن تفرحه، هدفنا كلاعبين فوق أرضية الميدان هو
إفراج المناصرين وإسعادهم مثلما كان عليه الحال لحظة عودتنا من السودان،
أعتقد أن 5 جويلية أجمل ملعب ويمكنه أن يتحمل استيعاب أكثر من 70 ألف
متفرج، يجب أن نتعوّد على اللعب في هذا الملعب حتى نجدد العهد مع
الانتصارات فيه، لكن علينا أن نكون واقعيين كنا كل مرة نقدم فيه نتائج
جيدة وحالفنا فيه الحظ، حيث تأهلنا لكأس العالم بهذا الملعب وحققنا نتائج
جيدة فيه.
كنت الجزائري الوحيد الذي لعب في فولهام، ورفيق حليش التحق مؤخرا بهذا النادي لمدة ثلاث سنوات، ما هو رأيك في ذلك؟
عندما
اطلعت على هذا الخبر فرحت كثيرا لأجل حليش، إنه لاعب رائع ويملك مؤهلات
كبيرة “ما شاء الله”، وهو شيء جيد بالنسبة إليه أن يلعب في هذا النادي،
تأسفت كثيرا لأنه ضيّع مباراة مانشستر يونايتد وأتمنى أن يحقق مشوارا جيدا
هناك.
أنت كان لك الحظ وسجلت هدفًا في مرمى مانشستر يونايتد
نعم صحيح، لكن ليس بألوان فولهام، كان بقميص واتفورود في نصف نهائي كأس انجلترا.
هل تعتقد أنه قام بالاختيار الصحيح؟
صراحة
نعم، قام بالاختيار الصائب، فولهام نادٍ جيد في البطولة الانجليزية وكانت
لدي الفرصة ولعبت هناك وشعرت بذلك، كما أن النادي قام العام الماضي بمشوار
جيد في البطولة وفي “الأوروبا ليغ “، فولهام نادٍ طموح وحليش سينجح معه.
خلال مروركـ بنادي فولهام، هل عملت مع المدرب “ماركـ هيوز” المدرب الحالي لفولهام؟
لا،
لم أعمل معه أبدًا، لكن بالمقابل أعرفه جيدًا، كنت ألعب ضد فريقه في
العديد من المناسبات، هو مدرب رائع يمكن لحليش أن ينجح معه ويتأقلم مع
طريقته، خصوصًا مع قوته التي يتميّز بها حاليا، ويمكنه أن يلعب بسهولة مع
“أنجلوند” المدافع المحوري لفولهام، حيث يملك بنية جسمانية قوية، مارك
هيوز مدرب صارم، وعادل مع لاعبيه لأنه يريد كل مرة أن يفوز بالمباريات
التي يلعبها، وأنا متأكّد أنه سيمنح الفرصة لحليش، من هذه الجهة لا شيء
يدعو للقلق إنه مدرب جيّد.
وبالنسبة للأنصار كيف سيتعاملون معه؟
فولهام
يملك انجازات جيدة، ويملك مناصرين أوفياء يحبون كثيرا الفريق واللاعبين
خصوصا، سيتقبلون قدومه بسرعة، والآن الدور على حليش ليثبت ويشرّف الثقة
التي وضعت فيه.
بعدما سمعنا عن
اهتمامات من نوادي الإينتر، لازيو وعدة فرق أخرى من أوروبا، نذير بلحاج
التحق مؤخرًا بنادي السد القطري هل كنت تنتظر هذا الخبر؟
صراحة
لا، لم أكن أتوقع أن بلحاج سيرتبط مع نادي السد، صدمت قليلا بعدما علمت أن
لاعبا كبيرا يملك مؤهلات ممتازة مثله يلتحق بالسد، أظن أنه الوقت الذي كان
عليه أن يختار اللعب في بطولة كبيرة، أعتقد أن النوادي الأوروبية تمر
بمراحل صعبة بسبب الضائقة المالية التي مستها، وهو ما أثر على اختيار
بلحاج المهم أنه يبقى اختياره أتمنى أن يحقق الكثير في مشواره هناك بقطر.
بالمقابل يبدة قد يمضي خلال هذه الأيام بنادي نابولي، الفريق الذي لعب فيه مارادونا...
(يضحك)
أتمنى له حظا موفقا، أتمنى أن ينجح هناك، وإن شاء الله سيبرهن ما يمكنه
إضافته بعدما أرانا ما يملك مع الفريق الوطني ومع بورتسموث، أتمنى كذلك أن
ألتقيه عن قريب في الفريق الوطني، مع بلحاج وأصدقاء آخرين أيضا.
قادير تعرض لإصابة خطيرة على مستوى الأربطة المعاكسة ستبعده عن الميادين مدة طويلة..
رغم
أنه لا يزال شابا، إلا أننا عندما نسمع عن إصابة في الأربطة المعاكسة يبقى
شيئا مؤلما، هذه الإصابة تعرّض لها في وقت غير مناسب تماما، لأنها جاءت مع
بداية الموسم، أتمنى له أن يعود إلى ميادين الكرة في أقرب وقت ممكن، (الله
يشافيه نشاالله).
كيف تقضي أوقات رمضان هنا بسان رافاييل؟
على
ما يرام، الحمد لله، الأمور تمر بخير، حيث أقضي أياما جيدة حتى مع فريقي
آرل أفنيون، يحترمون تقاليدنا وديننا، وهو أمر جيد أننا لا نواجه مشاكل من
هذه الجهة، نشعر بالراحة ولا يوجد شهر أفضل من رمضان.
نتركك تختتم كما تريد.
أحيي الجميع وأتمنى رمضان مبارك لكل الشعب الجزائري، كما قلت أحب هذا الشعب لأنه رائع، أتمنى من الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا.

مشكورررررررررررررررررررررررر