لم تغير سنوات احتراف لاعب المنتخب الوطني "العمري الشاذلي" في الدوري الألماني وبالضبط بنادي "ماينز" من أصالة اللاعب وارتباطه بالدين الإسلامي، حيث سار العمري على طريقة أجداده المنحدرين من بلدية السواني أو كما يفضل البعض تسميتها بـ "لعشاش" التابعة لمدينة مغنية الحدودية بولاية تلمسان المعروفة بتاريخها الكبير في تخريج حفظة القرآن والمقرئين،
وكم كانت دهشة الحاضرين كبيرة خلال حفل تكريمه بوهران مؤخرا، وهم يسمعون صوت العمري الشاذلي العذب في ترتيل آيات من القرآن الكريم أثناء تأديته لصلاة العشاء، وما زاد من علامات التعجب والإعجاب في آن واحد نطقه لمخارج الحروف وحفظه لسور من الذكر الحكيم بطلاقة كبيرة جعلت المتواجدين معه يطلبون منه الاستمرار للاستمتاع بصوته الجميل الشجي .
وأكد لاعب ماينز الألماني أنه متعلق كثيرا بتعاليم الإسلام الموروثة عن والده والذي زرعها فيه منذ الصغر خوفا من تأثير الثقافة الغربية عليه، وما زاد من تطوير موهبته هو تتلمذه في بعض كتاتيب "لعشاش" من خلال حضوره الدائم منذ الصغر رفقة العائلة لمسقط رأس والده بمغنية المدينة المحافظة بكل المقاييس، وساعده هذا الجو المفعم بالقيم الدينية على تعلم اللغة العربية والتواصل مع أهله المقيمين بالجزائر بصفة قوية للغاية .
الزيارة الأخيرة لوهران التي قام بها الشاذلي قبل عودته مساء أمس لفرنسا أعطت صورة طيبة عن اللاعب الجزائري المحترف بأوروبا وباتت سيرته الأخلاقيه العالية على كل لسان في الشارع الرياضي الوهراني والمغناوي على حد سواء، مع العلم أن لاعب ماينز بات مرشحا بصفة كبيرة لخلافة زميله في صفوف الخضر مراد مقني عقب إصابة هذا الأخير أثناء التربص الذي يجريه أشبال رابح سعدان بتولون الفرنسية استعدادا لنهائيات كأس أمم إفريقيا المزمع إقامتها بأنغولا في العاشر من الشهر المقبل وهو حلم لازال يراود العمري بشكل كبير مثلما سبق وأن صرح به للشروق في حوار سابق، معتبرا دخوله للقائمة المسافرة لأنغولا والدفاع عن الألوان الوطنية شرف يتمناه أي لاعب كرة قدم .