قد وجب على كلّ واحد منكم الاشتغال بأمر من الأمور من الصّنائع والاقتراف وأمثالها. وجعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله الحقّ. تفكروا يا قوم في رحمة الله وألطافه ثمّ اشكروه في العشيّ والإشراق. لا تضيّعوا أوقاتكم بالبطالة والكسالة واشتغلوا بما تـنتفع به أنفسكم وأنفس غيركم كذلك قضي الأمر في هذا اللّوح الّذي لاحت من أفقه شمس الحكمة والبيان. أبغض النّاس عند الله من يقعد ويطلب. تمسّكوا بحبل الأسباب متوكلين على الله مسبّب الأسباب. فكلّ من يشتغل بصنعة أو احتراف ويعمل بها يعدّ عمله عند الله نفس العبادة. إن هذا إلاّ من فضله العظيم العميم. - بهاءالله (۱)
۲ الطّراز الأوّل والتّجلّي الأوّل - الّذي أشرق من أفق سماء أمّ الكتاب في معرفة الإنسان نفسه وما هو سبب لعلوّه ودنوّه وذلّته وعزّته وثروته وفقره فعلى كلّ إنسان بعد بلوغه وتحقّق رشده أن يسعى للحصول على الثّروة. وهذه الثّروة إن حصلت من طريق الصّنعة والاقتراف فهي ممدوحة ومقبولة عند أولي النّهى. وبالأخصّ الّذين قاموا على تربية العالم وتهذيب نفوس الأمم. فهم سقاة كوثرِ العلم والمعرفة والهادون إلى سبيل الحقيقة. وهم الّذين يرشدون النّاس إلى الصّراط المستقيم ويطلعونهم على سبب ارتقائهم وارتفاعهم. لأنّ الصّراط المستقيم هو الّذي يجذب الإنسان إلى مشرق الحكمة ومطلع العرفان ويوصله إلى ما يكون سببا لعزّته وشرفه وعظمته.