والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مازال اليهود على مر الأزمان والدهور يعيثون في الارض فسادا فهم قد قتلوا انبياء الله تعالى وسفكوا دماءهم واثبت ذلك الله عز وجل في كتابه فقال سبحانه( لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (المائدة : 70 )
وقال الله عز وجل (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (البقرة : 87 )
وقال الله عز وجل (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (البقرة : 91 )
اليهود لعنهم الله عز وجل في كتابه فقال الله العظيم (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) (المائدة : 78 ).
نعم فقد لعنهم الله تعالى تعالى كما لعن الله تعالى ابليس حيث قال له سبحانه (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) (صـ : 78 )
إن الله تعالى لعنهم كذلك كما لعن الظالمين عموما فقال الله عز وجل (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود : 18 ).
إنهم لا يرجون لله وقارا ولا تردعهم موعظة ولا ينفع معهم شئ الا السيف ..
أرادوا لعنهم الله تعالى قتل نبينا صلي الله عليه وسلم مرارا وتكرارا واخرها السم الذي دسوا في فخذ الشاة غير أن الله تعالى تكفل بحمايته وحفظه من كيد الظالمين بقوله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (المائدة : 67 ) فأخبرته تلك الفخذ انها مسمومة بعد اخذ منها نهسة .
مات صلي الله عليه وسلم شهيدا كما مات رسولا نبيا من اثر ذلك السم الذي دسه له اليهود عليهم لعنة الله عز وجل فاشتد غضب الله تعالى عليهم لعنهم الله تعالى .
وفي المستدرك للحاكم أن أم مبشر وهي أم بشر بن البراء الذي أكل السم معه بخيبر قالت: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبض فيه، فقلت: بأبي أنت يا رسول الله ما تتهم بنفسك، فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكله معك بخيبر، وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا لا أتهم غيرها، هذا أوان انقطاع أبهري. والحديث صححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.
ولم نزل الي يومنا هذا نتأذي من كيد اليهود عليهم لعائن الله تعالى فهم سبب في معظم ما ابتليت به هذه الامة الخاتمة من حروب وفتن , لكن امر الله تعالى غالب ودين الله تعالى سيبلغ ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز او بذل ذليل عزا يعز الله به الاسلام واهله وذل يذل الله به الشرك واهله .
اللهم ياذا القوة العظيم نسألك ياالله ان تحل نغمتك وغضبك على اليهود الظالمين وان ترينا فيهم يوما اسودا كيوم عاد وفرعون وثمود وابي ابن خلف اللهم امين وصلي اللهم وبارك علي رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم.