ليسأل كل منا نفسه
ليسأل كل منا نفسه لماذا خلقنا الله ؟!!
سيرد كل واحد أنه سبحانه وتعالى خلقنا لنعبده .
وهل أنت تسير على الطريق السليم أم أنك تسير بلا هدف ولا وجهه ؟ لقد لقد إنقضى من عمرك ماانقضى..
فماذا قدمت لنفسك وهل أنت راضٍ عما قدمته ؟
لقد مر من عمرك ما مر، فلا تغتر بستر الله عليك ؛ فكم أضعت من الصلوات إن كنت تصلي ، وإن لم تكن تصلي فهي مصيبة - ما أعظمها من مصيبة -؛ فلقد فقدت الصلة بينك وبين الله حين دعاك الله للقائه فأبيت وعصيت ، بل وكم ضيعت من الخشوع في الصلاة؟؟!
ألم تعلم أن الرسول أخبر أن ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل فيها ؟
وكم حفظت من القرءان ، وكم تقرأ من القرءان في كل يوم ؟ أم أنك لا تقرأ ، وكم من المعاصى والذنوب ارتكبت ؟ واندفعت وراء شهواتك ، وكم أخذتك الدنيا .. وكم ، وكم ؟ وكم ؟ ... أما تستحي من الله وهو يراك ومع ذلك يستر عليك ويرعاك .
ويمر زمانك وعمرك على هذه الذنوب ولا تستيقظ إلا وأنت نائم على فراش الموت تنظر إِلَى الدنيا بعين الحسرة والندامة ، وتقول بلسان الحال { رَبِّ ارْجِعُون.لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } ولكن { كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }..
فيا من أطلق لنفسه العنان في دنيا المعاصي والشهوات، وأطلق لنفسه النظر إِلَى الحرام ، ولسمعه التلذذ بالغناء والفحش من الكلام..
أيها العاصي كم يوم طلعت شمسه وقلبك غائب وكم ظلام أسدل ستره وأنت في دنياك عابث، أتضحك أيها العاصي ومثلك بالبكاء أجدر، وبالحزن الطويل على ما قدمته أولى ، نسيت قبيح ما فعلت والرحمن لا ينسى، فبادر أيها المسكين قبل حلول ما تخشى بإقلاع وإخلاص لعل الله أن يرضى، فتب وارجع إِلَى الله.