بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الانترنت هو عالم فسيح من المعلومات فى كافة المجالات ، بل هو ثورة علمية وتكنولوجية خطيرة
وهو امتحان لكل انسان من ناحية ايمانه و خلقه ودينه و صواب عقله وتفكيره
فخطورة الانترنت وجود الخير و الشر فى ان واحد فاتحين ذراعيهم لمن يختار الطريق ، فالشر موجود بكل سبله فى عالم النت و ايضا الخير موجود
وعليك الاختيار فى ايهما تسير
فبامكان من يتعامل مع الانترنت ان يطلق بصره كيفما شاء و يطلق لسانه بما يريد و يكتب ويخط بما رغب فلا يوجد من يردع هنا ولا من ينبه ولا من يحذر ولا من يوقفك
فان تجنبت الشرور و استحضرت رقابة ربك و تعاليت عن الوقوع فى الاخطاء فقد تكون نجحت فى هذا الامتحان
اما اذا اطلقت خيالك و نفسك لعنان السموم و الرذيلة وغاب عنك الايمان و التمسك بالايمان والتقوى و الخوف من العاقبة و من عقاب الله فستوقع نفسك فى الحضيض ولن ترى سوى الذل و المهانة وموت الشرف والضياع
لذلك عليك ان تتحكم فى ذاتك و تحكم عليها وتكون عاقلا فى تجاوبك مع الانترنت و مخاطره فلا تفرط بالثقة فى نفسك حتى لا تقع فى الفتن ولا تكون ضعيفا ضائعا حتى لا تتهاوى فيها
فعليك دائما ان تنظر لمشاركاتك وردودك وتبتعد عن القيل و القال و اشاعة الفاحشة و استفزاز الاخرين و اتهامهم بما لا يليق و تسليط النفوس على بعضها البعض
فلتستحضر وقوفك بين يد الله يوم تبلى السرائر
فعلى كل عاقل ان يبتعد عن خطوات الشيطان و اتباعه فهو متربصا بك و بكل طريق ستراة ولن يكتفى برفض ولا تعدده بل سيحاول دائما النيل منك ومن ضعفك فى اي حين واى وقت فلا تعطية السبيل لغزوك و النيل منك وكن حجة علية لا عليك
وبعد كل ما تحاول ان تنأى بة عن ذاتك وبعد محاولاتك للابتعاد عن الفواحش فاذا اقتاتك الشيطان اليها او صبها امامك فالعناية الالهية سترعاك وتحميك ولكن مع خوفك على ذاتك ومقاومتك فكن رقيبا على نفسك واتقى طريقك
فحتى تضمن الا تقع فى شرور الاعمال ومهالكها عليك بان تدخل اوقاتا محددة وان يكون لك هدفا محدد للسعى من اجله و المشاركة لاجله اما اذا ضاع الهدف و غاب الوعى فسترى نفسك وقد ضاع وقتك وقلت فائدتك وتعرضت للاخطاء
فلجم نفسك بلجام التقوى وصونها وعفها عن المساوئ
فعليك دائما بتجنب المواقع المثيرة فغض البصر و الابتعاد عن المحرمات يصون النفس ويعفها
وتجنب المقالات و الاشعار التى تحرك الغرائز فكن عاقلا ولا تثق بذاتك ربما هى من تخونك
واحذر الصور الفاضحة و لقطات الفيديوهات المحرمة والتى تثير النفس فان النفس امارة بالسوء وقد جلبت على الميل للشهوات فتعامل مع نفسك وطوعها وابتعد عن الشبهات كى لا تنقلب عليك و تخونك
وبالتالى اذا طوعت نفسك و اجبرتها على ان تساهم بالطاعات و تكتب بما يرضى الله و تستمع للتلاوات و الاناشيد و الاذكار الدينية فقد تكون اجبرتها على ان تقمع فيها الهوى و تسيطر على شرورها فلا يخشى خطرها
ولكن كيف تامن على نفسك وانت لا تعلم من الكاتب ومن القائل و من الناقل فكل من هنا و هناك يكتب و ينقل و يتكلم تحت اسماء مستعارة و مجهولة ؟
فعليك وقتها بغض النظر ، فغض البصر يقى وينجى من شر الانترنت وفتنته ، فغض البصر يرضى الله ويريح القلب
وايضا عليك الا تنقل المشتبهات و الامور التى ليس لها مصادر و التى تجلب الفتنة و التشتت و تعوق الفكر عن التفكر بطريقة سليمة و تدعو ضعاف النفوس الى الاخطأ و الانصات للزموم والدخول فيها ، كما تعطى لاعداء الاسلام نافذة لمحاربتك و السخرية منك ومن دينك ، فكن عاقلا وتدبر ولا تنقل الا ما هو يعينك ويعين الاسلام و المسلمين على دينهم و يعلى و يؤكد ايمانك وعقيدتك ويرسخها ويسحق اعدائها
وفى الاخير دعونى استحضر اذهانكم ببعض الاسئلة
الا ترى اخى يا من تنظر الى الصور المحرمة وانت تقلب بصرك فى الصور ، بظلمة فى قلبك و ضعف ببدنك وبزهد فى الفضيلة ورغبة فى الرزيلة ؟
الا تشعر وانت تجرى يا من تريد سماع ورؤية فضائح الناس و عثراتهم و القيل و القال عن هذا و ذاك بان قلبك به قسوة واساءة بظنك و تشاؤم بنظرتك ؟
الا تحس اذا جلست ساعات طويلة امام الانترنت دون هدف ودون عمل محدد وفائدة ، بضيق فى النفس والصدر و ضياع القيمة و الوقت ؟
وفى المقابل الا تشعر بنشاط وقوة و سعادة اذا غضضت البصر واتقيت الله فى خلوتك ؟
اسال الله ان يجنبنا الفتن و يقربنا منه و من طاعاته وان يجعلنا مفاتيح للخير ومغاليق للشر ، اللهم امين ، اللهم امين ، اللهم امين
تحيتى للجميع