بإسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق العظيم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن والاهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
قبل التكلم على المظاهر السيئة والمخلة لا بإحترام الشهر العظيم ولا بالصيام يجب أن نتطرق بكل إقتضاب إلى كنه الصوم وهو شكر المولى عز وجل بإمتناع عن شهوتي البطن والفرج فهو شهر العمل وليس الكسل والنوم وشهر الذكر فلا رفت ولا جدال ولا لغو فيه غير التسبيح والدعاء وقراءة القرآن وكثرة النوافل عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما ان النبى صلى الله عليه و سلم قال ( الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أى رب منعته الطعام و الشهوات بالنهار فشفعنى فية و يقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعنى فية فيشفعان ) و عن أبى امامة رضى الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : مُرنى بعمل يدخلنى الجنة , فقال : عليك بالصوم فإنه لا عدل له ) رواة أحمد و النسائى و الحاكم و صححه و عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : ان النبى صلى الله عليه و سلم قال ( لا يصوم عبد يوماً فى سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً )رواة الجماعة إلا أبا داوود و عن سهل بن سعد رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (إن للجنه باباً يقال له الريان , يقال يوم القيامة : أين الصائمون ؟ فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب ) رواه البخارى و مسلم
فمن باب التذكير لا غير فالسهرات المقامة في ليالي الشهر العظيم والولائم المعروف مصدر مالها من السحت والحرام فالله لايقبل إلا طيب والمسلسلات المتخمة في الفضائيات مع الكميرا الخفية والمسابقات التي يخلو الهدف منها من تثقيف أو التعلم في الأمور الدينية او الدنيوية لا هدف لها سوى التواكل والتمني على الله الاماني دون سابق علم او عمل وهناك وجود كثرة السلسلات المضحكة في معظم الفضائيات"كأننا نحتاج إلى الضحك بعد يوم من الصيام مكرهين وليس عن طيب خاطر وحب التقرب إلى المولى عز وجل "ألا ترون معي كأن تلك السلسلات مقصودة في هذا الشهر المبارك بالضبط وليس دون سواه !!.. فلا تجد الواحد منا طوال اليوم والليلة إلا وهو متسمر أمام التلفاز يجول ويصول في القنوات بدل ان يشمر على ساعديه لإغتنام الفرصة الذهبية للنهل من الحسنات والرجاء والامل في غفران الذنوب بطهارة القلب ونقاءه والبكاء على الله وكثرة السجود والتسبيح وقراءة القرآن لعل وعسى أن يشملنا الله بعفوه ورحمته
فالأمثلة السيئة والنمادج المسيئة للإسلام والمسلمين أضحت على كثرتها وشيوعها طقوسا وتقاليد مشينة لنا ولديننا الحنيف
فنرى السياسي يقيم موائد الرحمان كما يحلو لهم تسميتها بمال الشعب والفنان كأنه يزكي بصوته بأغنية لرمضان أو ما عداه أو الذهاب للعمرة بعد ما أغرقنا بمسلسلاته الهابطة والمخلة بالآداب وهكذا دواليك ...فبدل أن نتعض مما فات ونفتح صفحة مع المولى عز وجل كلها ثوبة خالصة له وأن نحقق المقصود الشرعي والغاية من الصوم بتزكية النفس وجعلها طيعة بالطاعات ونعبد لها الطريق إلى الجنة بالعبادات ونطهر قلوبنا بالذكر والدعاء والبكاء على المولى لعلنا ان نعتق من النار بعفوه وندخل الجنة برحمته اللهم آمين